عدد الرسائل : 323 العمر : 39 نقاط : 919 تاريخ التسجيل : 19/07/2008
موضوع: اللغة العربية فى خطر كبير الأربعاء يوليو 07, 2010 9:39 am
دق خبراء مغاربة ناقوس الخطر الذي بات يهدد كيان اللغة العربية ووجودها في المغرب بسبب ما سمّوه "مؤامرة" مفضوحة المعالم تنفذها جهات معينة من أجل تعويضها باللغة الفرنسية في شتى مناحي الحياة.
وطالب الخبراء في حديث لـ"العربية.نت" بعدم الاستغناء عن العربية وحمايتها من الحملات الخطيرة التي يشنها أكاديميون وأساتذة جامعات من أجل جعل اللهجة المحلية (الدارجة العامية) لغة يتم تدريسها في المدارس بالمغرب.
وحذروا من نشر جهات معينة لثقافة الكراهية للغة العربية من خلال وسمها بأشنع النعوت، من قبيل أنها لغة قديمة وترمز إلى الرجعية، ولا تصلح أن تكون لغة العلوم والمعرفة.
وتنتشر في المجتمع المغربي مظاهر الفرانكفونية من خلال تفضيل النخب الثقافية التخاطب بها، وتضمينها في المراسلات الإدارية عوضاً عن اللغة العربية، فضلاً عن دعوات كثيرة من صُحفيين وكُتاب إلى جعل الدارجة اللغة الرسمية للمغاربة.
وسجل د. عبد القادر الفاسي الفهري، وهو من أبرز علماء اللسانيات في الوطن العربي، في حديث لـ"العربية.نت" الخطر الذي يهدد واقع اللغة العربية في المغرب على مستوى اتجاهين اثنين.
الأول يتمثل في سحب اختيار التعدد اللغوي في التعليم التأهيلي والثانوي، بما فيه إمكانية تدريس المواد العلمية بالعربية وبلغة أجنبية قد تكون الفرنسية والإنجليزية. وقال المدير السابق لمعهد الدراسات والأبحاث للتعريب إن ما يروج حالياً هو احتمال الاستعاضة بالرجوع إلى الاختيار الأحادي أي تدريس هذه المواد باللغة الفرنسية فقط، مشيراً إلى أنه إذا ما حصل فعلاً هذا الأمر فسيكون بمثابة تراجع خطير عن الاختيارات التي تم التوافق عليها سياسياً وعلمياً، وبمباركة العديد من المنظمات غير الحكومية في ميثاق التربية والتكوين بالمغرب.
أما الاتجاه الثاني، يضيف الخبير المغربي، فيتجسد في الحملات الهائلة التي يشنها خبراء وأساتذة جامعات من أجل جعل اللهجة المحلية، الدارجة العامية، لغة المدرسة في المراحل الأولى من التعليم.
ووصف المتحدث هذه المحاولات الهجومية بأنها "إهانة" للغة العربية، معتبراً أن هؤلاء الساعين إلى إحلال اللهجة الدارجة مكان العربية يفضلون التنوع اللهجي بالبلاد ويجعلون منه لغة قائمة الذات بدعوى أن الدارجة هي اللغة الأم، وهو ما لا يرتكز على حجة علمية رصينة.
وأعرب الفهري عن خشيته من أن تدفع المحاولات "التسخينية" هذه المسؤولين لاتخاذ قرارات في اتجاه دعم اللهجة الدارجة مقابل إقصاء اللغة العربية الفصيحة، رغم أن تلك الجهات فشلت من قبل في تسويق هذا الهدف في فرنسا، حيث كانت تسعى إلى تدريس الجاليات المغربية والتونسية والجزائرية هناك ما يسمى باللغة المغاربية.
وقال الخبير اللغوي إن هناك جهات ووسائل إعلام في المغرب تنشر جواً من الكراهية للغة العربية من خلال نعتها بأقذع النعوت، من قبيل أنها لغة قديمة وترمز إلى الرجعية، وأنها ميتة ولا تصلح أن تكون لغة العلوم والمعرفة مثل الفرنسية.
وذهب عبد الجليل بلحاج، المدير السابق لمعهد تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو)، وهي إحدى هيئات جامعة الدول العربية؛ إلى أن لوبياً فرانكفونياً يهدد وجود وحياة اللغة العربية بالمغرب من خلال تنفيذ مؤامرة مفضوحة للقضاء عليها في شتى مناحي الحياة العامة بالبلاد.
وعاد بلحاج في تصريحاته لـ"العربية.نت" إلى فترة ما بعد استقلال المغرب، حين كان الجميع يطالب بمنح اللغة العربية المكانة اللائقة بها من خلال سياسة التعريب الذي كان حينئذ هدفاً سياسياً.
وزاد الخبير المغربي أن الضربة القاضية كانت قبل سنوات خلت عندما تم اعتماد الفرنسية في تدريس المواد العلمية في مرحلة التعليم الجامعي زعم أن العربية عاجزة عن تبليغ محتوى العلوم للطلبة.
واستغرب بلحاج من هذا الطرح، لأن الدول الاسكندينافية مثلاً تتعامل بلغاتها الرئيسة في مدارسها وجامعاتها ولم يمنعها ذلك من الانفتاح والتطور، مردفاً أن حقيقة الأمر تكمن في محاربة شرسة للعربية ومنح فرص السيطرة للفرانكفونية في المجالات الحساسة في مختلف مناحي الحياة، الشيء الذي يهدد هوية وثقافة البلد.
وأوضح الخبير أن الاستعمار الجديد يستخدم وسائل التغلغل اللغوي والثقافي داخل البلدان التابعة من أجل توفير أسواق لترويج السلع دون الاعتماد على قوة السلاح والمواجهات، مثل ما كان عليه الحال في أشكال الاستعمار القديم.
وأضاف: استطاع الاستعمار أن يُدخل إلى أذهان العديدين بالمغرب أنه من دون اللغة الفرنسية لا يمكن العيش ولا تحقيق أي نمو اجتماعي ولا رخاء اقتصادي، وأن العربية ليست لغة المغاربة بل اللهجة الدارجة هي التي يجب اعتمادها.
وعبر بلحاج عن أسفه من كون الذين كانوا يدافعون عن قضية التعريب بعد استقلال البلاد لم يفعلوا شيئاً حين تحملوا المسؤوليات الحكومية وبات بمقدورهم الدفاع عن العربية.
وختم بالقول: لقد تراجعوا عما كانوا يدافعون عنه، بل غضوا الطرف عن الخروقات الدستورية باستعمال الفرنسية بدل العربية في المعاملات الرسمية والحياة العامة بالبلاد.